أخبار الرعايا

24″ ساعة للربّ”: بدون المغفرة لا يوجد سلام

24″ ساعة للربّ”: بدون المغفرة لا يوجد سلام
استعدادًا لعيد الفصح، شرّعت كنائس أبرشية السريان الكاثوليك في حمص وحماه والنبك وتوابعها أبوابها في إطار مبادرة «24 ساعة للربّ»، والتي تأتي هذا العام بنسختها الحادية عشرة تحت عنوان: “نسلكُ نحن أيضاً في حياة جديدة” ( رو 6/4). هذه المبادرة بدأت بطلب من البابا فرنسيس الذي قال: “لا بد أن يستعيد سر المصالحة من جديد مكانته المركزية في الحياة المسيحية”، وهدفت عبر أبواب الكنائس المفتوحة إلى الإشارة لحبّ الله الرحوم وتقديم سرّ المصالحة في جوٍّ من الصلاة والسجود للقربان المقدّس.
وللمناسبة دعا المطران مار يوليان يعقوب مراد كلمة إلى التأمل والغوص في سرّ رحمة الله وقال: “الرحمة تُجدّد وتُشترى لأنّها لقاء قلبين: قلب الله المبادر للقاء الإنسان الذي يتّقد فيشفيه. لأنّي محبوب فالحياة لها معنى وأنا موجود. لأنّي مغفور له فإذًا أنا مولود من جديد لحياة جديدة. ولأنّي اختبرت الرحمة فلذلك أستطيع أن أكون أداة رحمة الله للآخرين. كلّنا بحاجة إلى الغفران لنصبح أدوات للغفران للآخرين؛ في زمن الشدّة والأزمات شيئان نحن بحاجة لهما بالأكثر: الرجاء والمغفرة المُعطاة والمغفرة المُستقبِلة.”
كما ودعا إلى التأمل بتعليم البابا فرنسيس حول المغفرة، عندما أجاب يسوع بطرس: “لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبع وسبعين مرة”، عندما نغفر، لا نحسب، إذ إنّه من الجيد أن نغفر لكل شيء ودائمًا! تمامًا كما يفعل الله معنا: اغفروا دائمًا كما يغفر الله.
ثم يوضح يسوع هذه الحقيقة من خلال مثل يتعلق دائمًا بالأرقام. بعد أن سئل الملك، أعطى الملك خادمًا دينًا قدره 10000 وزنة: إنها قيمة هائلة مبالغ فيها، تتأرجح بين 200 و500 طن من الفضة: مبالغ فيه! لقد كان دينًا من المستحيل سداده، حتى من خلال العمل مدى الحياة: لكن هذا المعلم، الذي يذكرنا بأبينا، يغفر له من منطلق “الرأفة” الخالصة. هذا هو قلب الله: فهو يغفر دائمًا لأن الله مليء بالرأفة. لكن هذا العبد، الذي غفر له دينه، لا يرحم رفيقًا آخر يدين له بـ 100 دينار. وهذا أيضًا مبلغ كبير، يعادل راتب ثلاثة أشهر تقريبًا، وكأننا نقول إن التسامح مع بعضنا البعض يكلف! – لكن هذا الدين لا يمكن مقارنته على الإطلاق بالدين السابق الذي غفر له السيد.
رسالة يسوع واضحة: الله يغفر بلا حدود، بلا قياس. هو هكذا، يتصرف بدافع الحب والمجانية. لذلك فإن الغفران ليس عملاً صالحًا يمكن للمرء أن يفعله أو لا يفعله: إنه شرط أساسي للمسيحيين. في الواقع، كل واحد منا “يُغفر له” أو “يُغفر لها”: دعونا لا ننسى أنه، لقد غَفَرَ لنا، لقد بذل الله حياته من أجلنا، ومن خلال مسامحة بعضنا البعض، يمكننا أن نشهد له، وزرع حياة جديدة من حولنا. في الواقع، ليس هناك أمل بدون المغفرة؛ فبدون المغفرة لا يوجد سلام. الغفران هو الأكسجين الذي ينقي الهواء الملوث بالكراهية، والغفران هو الترياق الذي يعالج سموم الحقد، وهو السبيل لنزع فتيل الغضب وعلاج الكثير من أمراض القلب التي تلوث المجتمع.