أخبار الرعايانشاطات المطرانية
أبرشية حمص للسريان الكاثوليك تحتفل بأحد الشعانين: هوشعنا…مبارك الآتي باسم الرب!

أبرشية حمص للسريان الكاثوليك تحتفل بأحد الشعانين: هوشعنا…مبارك الآتي باسم الرب!
” هوشعنا”…”مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ”! بهذه الهتافات الخلاصية استقبلت أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك ملكها ومخلّصها يسوع المسيح في أحد الشعانين وهو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح، عيد القيامة، بحسب التقويم الغريغوري.
وتبعاً للتقليد الكنسي الذي تعود خلفيته التاريخية إلى القرن الرابع ميلادي عندما كان الناس يجتمعون ليباركوا سعف النخيل ثم يسلكون المسار نفسه الذي سار فيه يسوع عند دخوله إلى القدس، أراد راعي الأبرشية المطران مار يوليان يعقوب مراد أن يسير المؤمنون من كهنة وشمامسة ومرنمين وخدام مذبح وشعب، على خطى المسيحيين الأوائل، فتحلّق الجميع في باحة كاتدرائية الروح القدس في الحميدية، المزيّنة بسعف النخل وأغصان الزيتون رمز جبل الزيتون، وذلك ليعيشوا الاختبار الروحي لدخول يسوع إلى أورشليم حيث استقبله الشعب فارشين ثيابهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون أمامه رمز النصر والغلبة والسلام : وهكذا نحن اليوم على مثالهم نستقبل يسوع منتصرًا في قلوبنا مُحقّقا نبوءة زكريا بصفته المسيح سيّد السلام. وبعد رتبة تبريك الأغصان دخل الجميع بزياح على وقع ترانيم الهوشعنا إلى الكاتدرائية حيث احتُفل بالقداس الإلهي.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الخورأسقف ميشيل نعمان كاهن الرعية تأمّلاً أشار فيه إلى أنّه بعد أن سار يسوع بين الجموع خلال رحلة الصوم الأربعيني كنهر ملآن مراحم، شافيا المرضى من الألم والمعاناة كالأبرص والمخلع والنازفة وابنة يائيروس وراداً البصر للعميان ومحييا الموتى كلعازر وابن أرملة نائين، وبعد أن صنع يسوع المعجزات شافيا الروح قبل الجسد، دخل يسوع أورشليم لا كملك زمني بل دخل بتواضع على جحش ابن آتان، داعيا إيّانا إلى خلع منطقنا القديم وخطايانا وضعفاتنا ومحدوديتنا على مثال الشعب الذي خلع ثيابه ورماها أمامه، وذلك ليصالحنا مع أنفسنا ويملك على قلوبنا بالحب والسلام والفرح الحقيقي فنهتف: “هوشعنا أي خلصنا، مبارك الآتي باسم الرب!”
هذا الفرح الذي نعبّر عنه في أحد الشعانين يسبق أسبوع الآلام، لندرك أننا كمسيحيين لن ننجو من آلام هذه الحياة، ولكنّنا مدعوون لنواجهها بهدى نور رجاء قيامة المسيح، مؤمنين بأنّه إذا متنا معه، فسنحيا معه أيضًا.