أخبار الرعايانشاطات الرعايانشاطات المطرانية
الاحتفال برتبة النهيرة في مطرانية السريان الكاثوليك في حمص: يا رب افتح باب مراحمك

الاحتفال برتبة النهيرة في مطرانية السريان الكاثوليك في حمص: يا رب افتح باب مراحمك
بجوّ من الخشوع، وعلى وقع الترانيم والألحان السريانية، ترأس المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك الإحتفال برتبة النهيرة والتي أقيمت مساء يوم أحد الشعانين في مدخل أسبوع الآلام الخلاصية، في كاتدرائية الروح القدس الحميدية.
والنهيرة رتبة خاصة بالطقس السرياني الأنطاكي، وتعني الأنوار والمستنيرين، ويعيش خلالها المؤمن اختبارا روحيا مؤثرا تحمله على التأمل ومراجعة ذاته، والسعي للعيش بحسب المتطلبات الانجيلية بالسهر واليقظة والأعمال الصالحة على مثال العذارى الحكيمات اللواتي كان لديهنَ الزيت الكافي كي يدخلْنَ ويستقبلْنَ الختن أي يسوع بالمصابيح المنيرة” ويدخلن معه الملكوت.
وبعد الأناشيد والصلوات الافتتاحية التي تستنهض الإنسان إلى يقظة الإيمان وسهر الليل وانتباه القلب، سار المطران والكهنة والشمامسة والمرنمون في موكب داخل الكاتدرائية، وصولا إلى وسطها حيث تلا المطران إنجيل مثل العذارى العشر، ليخرجوا بعدها في تطواف إلى الباحة الخارجية مع المؤمنين حاملين الشموع والمشاعل التي ترمز إلى السرج المضيئة ومعها زيت وقودها مؤونة للطريق المظلم وصولا إلى النور الحقيقي، يسوع المسيح. وأمام الباب الرئيسي للكاتدرائية، وقفوا جميعاً، وأُغلِق الباب، ليرنموا ترانيم التوبة والتوسل ” عال هاو ترعو بارويو” أي أمام الباب الخارجي كان سمعان بطرس جالساً وهو يبكي، ويقول: ربّي افتح بابك، أنا تلميذك، إنّ السماء والأرض تبكيان عليّ، فقد أضعتُ مفاتيح الملكوت. أمّا المطران مراد فجثا وقرع الباب ثلاثاً بالصليب، قائلاً: ” تَرعو درحميك” أي “باب مراحمك”، ثمّ فُتِحَ الباب ودخل الجميع إلى الكنيسة، وذلك رمز لفيض رحمة الله وحنانه رغم ابتعادنا عنه ورغم خطايانا.
وفي موعظته في نهاية الرتبة، شددّ المطران مراد على أهمية رمزية الباب في هذه الرتبة، فيسوع هو باب الملكوت، هو سبيلنا إلى الآب، هو خلاصنا رغم خطيئتنا. فحضور الرب يقتحم أبواب قلوبنا المغلقة، ويحررها حتى نتمتّع بنور مجده البهيّ. وأشار إلى أنّ باب رحمة الله لا يمكن أن يُفتح إذا لم نحب كثيراً وعلى مثال يسوع في بذل الذات والمجانية والحب اللامشروط. ولفت إلى دور المكرسين ووعيهم لمسؤوليتهم ومساهمتهم في خلاص العالم.