أخبار الرعاياأخبار حمصنشاطات المطرانية

الاحتفال بخميس الأسرار ورتبة غسل الأرجل في مطرانية السريان الكاثوليك في حمص

28-3-2024

الاحتفال بخميس الأسرار ورتبة غسل الأرجل في مطرانية السريان الكاثوليك في حمص
المطران مراد: غاية حب يسوع هو العطاء الكليّ للذات
“في هذه الليلة وصلت حياة يسوع إلى ذروتها، وهي الحب إلى أقصى الحدود، والمتجلي في هبة الذات”، بهذه الروح ترأس المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك القداس الإلهي في خميس الفصح أو خميس الأسرار، لأنّ يسوع أسسّ في العشاء الأخير مع تلاميذه، سريّ القربان والكهنوت.
القداس شارك فيه كهنة الأبرشية والشمامسة والمؤمنون وخدمته جوقة رعية كاتدرائية الروح القدس في الحميدية. وعلى وقع الترانيم السريانية وبجوّ ملؤه الخشوع والتأمل، احتفل المطران مراد برتبة غسل الأرجل، فانحنى غاسلاً أرجل اثني عشر شاباً من أبناء الرعية من بينهم شباناً من عائلة “إيمان ونور”، وذلك تجسيداً لفعل يسوع الذي يحمل بُعدَ التواضع وتجديد عمق الحب الإلهي الموجود في قلب الإنسان والذي تشوّه بفعل الخطيئة.
وبعد الإنجيل المقدس، تلا المطران مراد عظةً شددّ فيها على فعل الحب الذي كشفه يسوع خلال مسيرته على الأرض، في كل عملٍ، وتعليم أو شفاء، وبلغ ذروته في العشاء الأخير حيث أظهر لخاصته غاية الحب وهو العطاء الكليّ للذات. ورأى أنّ معنى فعل الحب الذي جسدّه يسوع، كان بعيدا عن إدراك التلاميذ، وعسيراً عليهم فهمه. وتأمّل بموقف بطرس، معتبراً أنّ شهادته في التمنّع مهمّة، ليس من باب التكبّر ولكن من وعيه لصغره: أنا الإنسان الخاطئ، أسمح ليسوع ابن الله بغسل رجليّ. ورغم ذلك لم يدرك بطرس رسالة حب يسوع إلاّ بعد نكرانه وصياح الديك، فندم وذرف دموع التوبة، وفهم أنّ يسوع غفر له مسبقاً النكران الذي اقترفه.
في هذه الليلة نحن مدعوون لأنّ نتعمّق بسرّ تقدمة يسوع ذاته على الصليب من أجلنا، ونستعدّ لنرافقه على درب الجلجلة، حتى الصليب والموت والقيامة، مجددين قلوبنا ونفوسنا بفعل المسامحة التي هي اختبار العبور من الخطيئة إلى النعمة، من الموت إلى القيامة.