أخبار الرعايانشاطات المطرانية

رتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب في مطرانية السريان الكاثوليك في حمص.

رتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب في مطرانية السريان الكاثوليك في حمص.
على وقع الترانيم والألحان السريانية الخاشعة والمؤثرة، ترأس المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك رتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب في كاتدرائية الروح القدس الحميدية بمشاركة الخورأسقف ميشيل نعمان كاهن الرعية والشمامسة وخدام المذبح والجوقة وحشد غفير من المؤمنين.
استهلّت الرتبة بتطواف داخل الكنيسة، حيث حمل المطران مراد صليبا خشبيا على كتفه، ليضعه في ختام التطواف على منصة تمثّل الجلجلة عند المذبح الرئيسي، تحيط به شمعتان تمثلان اللصين، تليت بعدها الصلوات والترانيم والقراءات ليتمّ بعد ذلك السجود للصليب، بالتبخير والانحناءة العميقة أمام الصليب والنعش مرددين: فلنسجد للصليب…ثمّ قام الأسقف بتحنيط الصليب بغسله بماء الورد والزهر ثمّ لفّه بالكتان بعد أن وضع المرّ والعود، ووضعه في النعش. ليبدأ بعده التطواف داخل الكنيسة نحو موضع القبر، حيث دُفن الصليب تحت مذبح الكاتدرائية ليتبارك منه المؤمنون.
وكانت كلمة للخورأسقف نعمان، تأمّل فيها بالمعنى الروحي ليوم الجمعة العظيمة، حيث أخذ يسوع المسيح صورتنا المشوّهة بفعل الخطيئة ليعطينا من جديد صورة أبناء الله، مات ليعطينا الحياة، فتح قلبه ليهبنا الحبّ كاملاً، طاهراً، مجانّياً وفادياً. لقد أخذ موتنا ليعطينا حياته.
كما توّقف عند صرخة يسوع على الصليب وهي أعمق صرخة يطلقها وجودنا البشريّ: “إلهي، إلهي لماذا تركتني؟” لقد حمل يسوع صرختنا هذه وقدّمها الى أبيه. لقد أعطانا المسيح الجواب بموته، قدّم ذاته مائتاً ليقول لنا أن الموت ليس نهاية لكلِّ شيء، فما هو إلاّ البداية، هو الدخول في علاقة حبّ لا تنتهي ولا ترتوي، تستمر أبديّة متجدّدة في معاينة وجه الله والعيش معه في الملكوت. وهي أيضاً صرخة من لا صوت لهم، ملايين البشر الذين يموتون كلّ يومٍ جوعاً وظلماً وبسبب الحروب، إنّها صرخة المتألّمين من الإضطهاد والتمييز والتفرقة…
يسوع من أعلى صليبه احتضن صرخاتنا جميعاً، داعيا إيّانا للعودة إلى الله، جاعلين من جرح قلبه بوابة عبور الى الله أبينا، لقد علّمنا المسيح كيف نحوّل الألم من حالة يأس الى مصدر للخلاص: فنحن أبناء الرجاء، نؤمن بإله تألّم من أجلنا وانتصر على الألم بقيامته ليعطينا الحياة.