أخبار الرعاياأخبار فاتيكانيةنشاطات الرعايانشاطات المطرانية

لقاء المجالس الرعوية في أبرشية حمص للسريان الكاثوليك

لقاء المجالس الرعوية في أبرشية حمص للسريان الكاثوليك: لكنيسة الإصغاء والحوار
إنطلاقاً من نداء المجمع الفاتيكاني الثاني، ” في رسالة العلمانيين” إلى إنعاش حياة الرعية، وإفساح المجال أمام مختلف أبنائها ليتعاونوا في تأدية رسالتهم، وتنظيماً لهذا التعاون، وبعد انتخاب مجالس راعوية جديدة في كافة رعايا أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان تلتزم بالنظام الداخلي للمجالس الرعوية في الأبرشية، التأم في كاتدرائية الروح القدس في الحميدية، أعضاء المجالس الرعوية السابقين والحاليين، بمباركة وحضور المطران مار يوليان يعقوب مراد وكهنة الأبرشية.
بعد صلاة البدء، كانت كلمة كتابية للأب جهاد يوسف رئيس دير مار موسى الحبشي وأستاذ الكتاب المقدس، استهلّها ب”المسيح قام”، موضحا أنّ القيامة هي واقع إيماننا، وهي بذرة الإنجيل التي زرعها الرسل. فروحانية المجالس الرعوية تعود جذورها إلى روح الكنيسة الأولى، روح المشورة، والتعاضد بين المؤمنين والمؤمنات. وأضاف:” الذي يجمعنا اليوم هو إيماننا بقيامة الرب يسوع الذي اختارنا وأحبّنا أوّلاً، ودعوتنا كمجالس رعوية هو العمل على بناء الملكوت، أوّلا في بيوتنا التي عليها أن تتحوّل إلى كنائس، والصلاة من دون انقطاع، وتوحيد القلب، والفرح لأنّ وضعنا ليس أفضل اليوم من وضع المسيحيين الأوائل المضطهدين، هذا بالإضافة إلى الإصغاء للروح القدس في لقاءاتنا واجتماعاتنا وقراراتنا.”
بعد ذلك ألقى المطران مراد كلمة سرد فيها التوجيهات العامة للمجالس الرعوية في الأبرشية، معدداً العناصر المكوّنة لخط العمل، أوّلها الالتزام في حياة الكنيسة الليترجية، الحصول على تأهيل إيماني في اتباع كل مراحل التكوين في التعليم المسيحي، المشاركة النشيطة في فعاليات المؤسَّسة الكنسية، ممارسة شهادة الايمان من خلال رسامة تؤهله لهذا الدور في الأبرشية. كما وتعنى المجالس الرعوية بالتعرف على احتياجات الرعايا وتطلعات أبنائها، وعلى وضع الخطة والبرامج التي يمكن تحقيقها. وشددّ المطران على مبدأ المشاركة والمصارحة البناءة المشحونة بالمحبة بين أعضاء المجلس ولا سيما مع الكاهن، ودعا إلى المحافظة على الممتلكات التابعة للرعيَّة والحيازات في الكنيسة وتدوين كلّ اجتماعات اللِّجان الدوريَّة والاستثنائيَّة في محضر رسميّ مخصَّص لها، كما إلى الاهتمام بكافة شؤون الرعيَّة من الصلوات والرتب والرياضات الروحية، وزيارات المرضى والفقراء، والاخويات والتعليم المسيحي ومخيَّمات التدريب، والنشاطات الثقافية والتربوية والترفيهية، إضافة الى الاهتمام بالأوقاف والعلاقات المسكونية مع الكنائس الأخرى الشقيقة. كما أثنى على دور النساء في الرعية والمجالس، وبخصوص الحياة الاقتصادية، رأى ضرورة تقديم حسابات دقيقة وشفافة، وفي الختام دعا إلى إنشاء مجلس أبرشي يكون قسم من أعضائه ممثلاً من كلّ رعايا الأبرشية يعنى بكلّ شؤن الأبرشيّة، ويكون قلب الأبرشية والسلطة العليا فيها.
وتخلل اللقاء حوار مفتوح مع الأسقف وكهنة الأبرشية والمشاركين طالت: شرح النظام الداخلي للمجالس الرعوية، ضرورة الحوار والمحبة خلال معالجة المواضيع المطروحة، مسألة توحيد عيد الفصح الذي يتطلّب الصلاة، دور التعليم المسيحي في الأبرشية وخطط التأهيل والتنظيم والتأهيل، دعم اللجنة الإعلامية، دور هيئة مار اليان للخدمة والإغاثة والتنمية الذي يشمل كافة شرائح المجتمع، المنحى الاقتصادي الذي يتطلّب الشفافية المالية ليس من باب التشكيك ولكن للوضوح الذي هو ضمان وحماية.
وفي الختام شكر المطران مراد كلّ الأشخاص الذين قدّموا خدماتهم في المجالس الرعوية السابقة، وكرّمهم بمنحهم شهادة تقدير وصورة تذكارية للعذراء مريم.
واختتم اللقاء بدعوة المطران مراد إلى التكاتف من أجل بناء كنيسة قادرة على الاصغاء المتبادل والحوار والاهتمام بالضعفاء، تستقبل الجميع، تتميّز بشجاعة تبليغ نبوءة الانجيل إلى كلّ الأشخاص.