في الذكرى العاشرة لاستشهاده: الأب فرانس ما زال حيّ…

في الذكرى العاشرة لاستشهاده: الأب فرانس ما زال حيّ…
عشر سنوات مرّت على اغتيال الأب فرانس فاندرلاخت، الكاهن اليسوعي الذي أبى أن يترك ديره ورعيته والمدينة القديمة في حمص رغم الحرب والاضطهاد، فبذل نفسه حبا برعيته وبالمسيح حتى الاستشهاد. عشر سنوات مرّت والأب فرانس ما زال يجذب الكثيرين، إذ تهافت أكثر من 700 مؤمن من رعاة الكنيسة على اختلاف طوائفهم وكهنة ورهبان وراهبات من مختلف الكنائس بالاضافة الى حشد من المؤمنين أتوا من كافة المحافظات إلى دير المخلص للآباء اليسوعيين في العدوية، وتحلّقوا حول مائدة الحياة ليحتفلوا بالقداس الإلهي الذي ترأسه مطران اللاتين في سوريا حنا جلّوف، الذي وفي كلمته بعد الإنجيل المقدس تأمل بكلام يسوع: ” ما جئت لألقي سلاما على الأرض بل ناراً “، وقال:” إنّ يسوع دعا إلى السلام حتى مع الأعداء، فالنار ليست في ذاتها شر، ولها معان ورموز في الكتاب المقدس: فهي عمل الروح القدس في قلب الانسان، ترمز الى الغيرة الرسولية، النار مصدر الحرارة الروحية، كما وترمز إلى المحبة وإلى كلمة الله؛ فيسوع يلقي النار في القلوب لبناء ملكوت الله على الأرض.” ورأى أن الأب فرانس اتّخذ من الخطوات السبع لمؤسس الرهبانية اليسوعية القديس اغناطيوس دو لويولا، منهجا لحياته وهي:” المرسل الشجاع، الثبات في الايمان، الحب من دون مقابل حتى بذل الذات، الثقة بالرب، المثابرة على الصلاة، التضحية بكل غال ورخيص في الحياة، حمل صليب الرب بفرح. وأضاف المطران جلوف:” هذه النار المقدسة ألهبت قلب الاب فرانس وكيانه ليبقى ثابتا الى جانب أبنائه يشددهم، وكان الراعي الصالح الذي دافع عن ايمانه وعن رعيته حتى الرمق الاخير رغم الاضطهادات ورغم عدم فهم رسالته.”
الأب مراد ابو سيف اليسوعي أشار إلى ” أنّ ضريح الأب فرانس تحوّل الى محجّ للصلاة لكل الذين أخذوا الروح الذي أقاضها عند اغتياله. انتقال الاب فرانس المحزن حوّله إلى أب عالمي وللجميع. ما فعله القاتل والذي وأرسله لم يغيّب الأب فرانس بل جعله حاضرا أكثر وشاهدا لحب المسيح في عالمنا، ونصلي من أجلهم كي تحوّلهم الروح الذي فاضت من الاب فرانس بفعل الرصاصة التي اخترقت قلبه، إلى إنسان. ونصلي كي نتحوّل الى فرانس آخر لأن وطننا بحاجة لنقول للعالم بأنّ الاب فرانس ما زال حيّ مع المسيح القائم.
الرئيس الاقليمي للآباء اليسوعيين ألقى كلمة قال فيها:” عندما وصلنا خبر استشهاده تألمنا ولكننا لم نستغرب، لأننا كنا نعلم باختيار الاب فرانس في آخر أيامه، إذ أعطى حياته للناس. ونحن فخورون بأنه ثالث راهب يسوعي يُقتل من أجل محبة المسيح وأن يكون يسوعي في مكانه، في اقليم الشرق الاوسط في السنوات المنصرمة: إذ استشهد عام 1985 في البقاع اللبناني الاب نيكولا كلوتيرز، وبعده في صيدا الأب أندريه ماس. وشكر كل الناس الذين قدموا من كل حدب وصوب: فلولا تأثّركم بشهادة حياة الأب فرانس لما أتيتم”.
وفي ختام القداس شكر الأب غسان السهوي كل المشاركين في القداس وكل الذين تعبوا في تحضير هذا الاحتفال الروحي.