أخبار الرعاياأخبار رعية النبكنشاطات الرعايانشاطات المطراننشاطات المطرانية

القداس الاحتفالي بمناسبة عيد مار موسى الحبشي في النبك

28-8-2024

من كافة رعايا أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك تقاطر المؤمنون إلى دير مار موسى الحبشي في النبك في زيارة حج وصلاة للمشاركة بالقداس الإلهي الذي ترأسه المطران مار يوليان يعقوب مراد بعيد شفيع الدير مار موسى.
إلاّ أنّ احتفال هذا العام كان له نكهة روحية وإيمانية خاصة إذ جمع مناسبات ثلاث أوّلها عيد شفيع الدير والذكرى الواحدة والثلاثين للسيامة الكهنوتية للمطران مراد وتثبيت وإعلان قوانين الجماعة الرهبانية فيدير مار موسى في الأبرشية وفي الكنيسة الجامعة.
قبل بدء القداس الإلهي رحّب رئيس الجماعة الرهبانية الأب جهاد يوسف بالحاضرين وعلى رأسهم ممثل السفير الباباوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، دون فيكتور، وكهنة الأبرشية والشمامسة ووفود المؤمنين. وخلال القداس جددّ الرهبان والراهبات نذورهم الرهبانية أمام المطران مراد الذي ألقى كلمة قال فيها:
“حضرة الراهب الأب جهاد يوسف المحترم
رئيس جماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية
الأخوات والاخوة راهبات ورهبان جماعة رابطة الخليل الرهبانية الأعزاء في الرب
سلام ومحبَّة الرب يسوع، وشفاعةِ القدِّيسة مريم مثال كل راهبٍ وراهبة، ومار موسى الحبشي شفيع رهبانيَّتنا العزيزة، صلاتهم معنا. كلُّ عيدٍ وأنتم وكلّ أصدقاء ومحبِّي مار موسى وهذه الجماعة الرهبانيَّة ورعيَّتنا المباركة في النبك وكلّ الأبرشية بخير ونعمة.
عندما كنَّا نجلس على سطح كنيسة الدير فوق، ونكتبُ الصَّفحات الأولى من قوانين جماعتِنا الرهبانيَّة منذ سنة ١٩٩٤ مع أبينا باولو دالوليو مؤسِّس هذه الجماعة الرهبانية، لم أتخيَّل ولا للحظة أنَّ الذي سوف يوافق على الصِّيغة الكاملة لهذه القوانين، والتي تبدأ بكلمة الموهبة هو أنا.
لقد خطَت هذه القوانين مسيرةً طويلةً تعودُ إلى سنة ١٩٩٦ عندما قدَّمنا النسخةَ الأولى من القوانين لصاحب السِّيادة آنذاك المثلَّث الرحمات مار باسيليوس موسى الأول داود رئيس أساقفة أبرشيتنا، والذي أصبح بعد ذلك بطريركا وكاردينالا رئيسَ مجمعِ الكنائس الشرقيَّة لدى الكرسيّ الرسوليّ / الفاتيكان.
تشرين الأول ٢٠٠٦ أرسل مجمع الكنائس الشرقية لصاحب السّيادة المثلَّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس جرجس كسَّاب رئيس أساقفة أبرشيَّتنا آنذاك، كتاباً يعلمه بأنّ «لا مانع» لدى الكرسي الرسولي من الموافقة على أنَّ هذه الجماعة الرهبانيَّة هي نمط من الحياة الرهبانيَّة في الكنيسة الكاثوليكيَّة، وبما أنَّ هذه الجماعة تطلب أن تكون ذات حقٍ أبرشي فعلى الرئيس الشرعيّ للأبرشيَّة أنّ يثبِّت ويعلن بأنَّ هذه الجماعة الرهبانية هي قائمة شرعا وقانونا في الكنيسة الجامعة الكاثوليكية. ومن بعد المشاورة والاطلاع على قوانينها ودراستها من قبل لجنة أسقفيَّة شكَّلها صاحب السيادة لهذه الغاية، أعلن التثبيت في عيد مار موسى الحبشي بتاريخ ٢٧/آب/٢٠١١ موافقاً على ما رآه كافياً في ذلك الوقت من قانونها. تحت اسم «قوانين دير مار موسى الحبشي الرهبانية.» وبذلك أصبحت الجماعة الرهبانيَّة كيانا قانونيا معترفا به رسميّا في الكنيسة الجامعة بسلطة الأسقف المحلي.
واليوم وبمناسبة عيد مار موسى الحبشي الذي نحتفل بتذكاره ونستظل بشفاعته.
نثبت ونعلن هذه الجماعة الرهبانية في الأبرشية وفي الكنيسة الجامعة، بالموافقة على الصيغة الكاملة لقوانينها تحت اسم:
«دستور دير مار موسى الحبشي المتضمن قوانين تحالف رابطة أديرة الخليل»
طالبا من الله أن يبارك أعضاء هذه الجماعة الرهبانية في تكريسهم ونذورهم و التزامهم بالقيمة المطلقة للحب حاملين الأمانة لمن دعانا إلى هذه الدعوة الخاصة والجميلة، في حياة الصَّلاة والتأمُّل إحياءً لتقليد الدَّير الليتورجي السرياني، والعمل اليدوي تضامنا مع كلِّ إنسان يسعى ويجاهد في هذه الحياة ويشارك في بناء الملكوت، والضيافة الابراهيمية -امتدادا لعيش تقليد شعبِنا السوري بكل أطيافه- في أفق حب المسيح للمسلمين، والالتزام ببناء جسور صداقة تبشر بعهد متجدِّد للبشر أجمعين، شاكرين الله الذي اختار أبانا باولو دالوليو اليسوعي، وأرسله إلى هذا الدير، فالتقى بالحبيب فعرفه واطاعه حتى بذل الذات في الشهادة.
إن مسؤولية جماعتنا الرهبانية اليوم في الاستقبال هي أكبر وأعمق من قبل، حيث أنَّ البحث الروحي والأخلاقي اليوم مُلِح لا سيَّما عند الشباب الذين لديهم أسئلة وجوديَّة مصيريَّة يفرض طرحَها وسع المكان ورحابتُه. فتضع الانسان زائِرَه في مواجهة مع ذاته بمجرَّد الوصول إلى هذه البريَّة، واجتياز الطريق الصاعد إلى الدير.
إن أبرشيَّتنا تفتخر بشفيعَيها العظيمين مار موسى الحبشي ومار اليان الشيخ الناسك…. الاثنان كانا مؤسسين للحياة الرهبانيَّة في الكنيسة السوريَّة السريانيَّة، لذلك أتينا اليوم حاجِّين إلى هذا الدَّير المبارك برفقة حشد من مؤمني أبرشيتنا الطيبين – مع مَن جاءَنا مُشاركاً وحاجاً – لنكرِّم تذكار قدِّيسِنا العظيم، وسوف نحج – إن شاء الله – أيضا إلى مدينة القريتين لنكرِّم مار اليان الشيخ الناسك في ٩/أيلول القادم يوم تذكاره. كما أنَّ أبرشيَّتَنا تفتخرُ بالقَدرِ نفسِهِ بكم ايَّتها الراهبات الرهبان.
أتوجَّه إلى الشَّبان والشابَّات مشجِّعا إيَّاكم على السَّخاء في تلبية سماع صوت الله. كرِّسوا حياتكم له ببحث عميق منطلقين من معنى الحياة بالنسبة إليكم والغاية التي لأجلها خلقتم، متَّكلين على العناية الربانيَّة والموهبة التي فيكم.
وليبارك الرب الاله جمعنا، ويلم شملنا، ويحفظنا بنعمة الآب والابن والروح القدس إلهنا الواحد الحق آمين.”