تذكارات القديسين
1 تشرين الأول : عيد القديسة تريزا الطفل يسوع

“الثقــة ولا شــيء ســوى الثقــة يجــب أن يقودنــا إلى الحــبّ”
” الثقــة التـامـــة باللّــه تحرّرنــا مـن القلــق الدائــم بشــأن المســتقبل والخــوف الذي يســلب الســلام”
1 تشرين الأول : تذكار القديسة تريزا الطفل يسوع.
«كانت حياتها قصيرة وعاديّة تمامـًا، مدّتها أربعة وعشرون عامًا فقط. بدايةً كانت مع عائلتها ثمّ في دير الكرمل في ليزيو. ولكنّ النور والحبّ الاستثنائيَّين اللذَين أشعّتهما القديسة أصبحا معروفَين بعد وفاتها بفترة قصيرة، مع نشر كتاباتها وبفضل نِعم كثيرة مُنحت للمؤمنين الذين طلبوا شفاعتها مع اعلان قداستها في عام ١٩٢٥ واختيارها شفيعة للرسالات في عام ١٩٢٧، وصولاً إلى إعلانها ملفانة للكنيسة في عام ١٩٨٠. “
اعتبرت القديسة أنّ الثقة التامّة التي تتحوّل إلى تخلٍّ عن الذات في الحبّ تُحرّر من الحسابات المهووسة والقلق الدائم بشأن المستقبل والخوف الذي يسلب السلام. وفي أيامها الأخيرة، قالت تريزا: “نحن الذين نجري في طريق الحبّ، لا يجدر بنا أن نفكّر في المعاناة التي يمكن أن تحدث في المستقبل؛ فهذا نقص في الثقة”. وشرحت أنه إذا كنّا في أيدي أبٍ يحبّنا بلا حدود، فسنكون قادرين على تجاوز ما يحدث لنا بطريقة أو بأخرى».
“طريقها الصغيرة” تحثُّنا لكي نؤمن بمحبة الله اللامتناهية ونعيش اللقاء مع المسيح في الانفتاح على الآخرين. “في قلب الكنيسة أمي، سأكون الحب!” كتبت تريزيا.
لم تكن الحياة الروحية للراهبة الكرملية الشابة خالية من المحن والصراعات، ولاسيما في المرحلة الأخيرة من حياتها حيث اختبرَت محنة كبيرة ضدّ الإيمان. في تلك الأوقات، كان الإلحاد الحديث ينتشر بشكل كبير، وهي كانت “تشعر بأنها أخت الملحدين”، وتتشفّع وتقدم حياتها من أجلهم، وتجدّد فعل إيمانها. هي تؤمن برحمة الله اللامتناهية وبالنصر النهائي ليسوع على الشر، وقد نالت ثقتها نعمة ارتداد مجرم متعدد الجرائم. كل شيء في الله هو محبة، حتى العدالة. لقد اخترقت بطريقة غير عادية أعماق الرحمة الإلهية ومن هناك استمدت نور رجائها اللامحدود”.
في زمن مطبوع بالانغلاق على المصالح الشخصية، والفردية، والهوس بالسلطة، تظهر لنا تريزيا جمال أن نجعل من حياتنا عطيّة، وتشير إلى قيمة البساطة والصغر والأولوية المطلقة للحب “وتذهب أبعد من أي منطق قانوني وأخلاقي يملأ الحياة المسيحية بواجبات ووصايا، ويجمد فرح الإنجيل”.
أيتها القديسة تريزيا العزيزة، ساعدينا لكي نثق على الدوام، مثلك، في محبة الله الكبيرة لنا، لكي نتمكن من أن نقتديَ يوميًّا بدرب قداستك الصغيرة”.