الكنيسة السريانية في حمص تلتقي المجلس الاسماعيلي في سلمية: لتعزيز الشراكة المجتمعية

في خطوة لتعزيز القيم الإنسانية والانفتاح على الآخر والشراكة في الوطن، قام وفد من الكنيسة السريانية الكاثوليكية والارثوذكسية في حمص وحماه وعلى رأسهما راعيي الأبرشيتين المطران مار يوليان يعقوب مراد والمطران مار تيموتاوس متى الخوري، بزيارة المجلس الإسماعيلي في سلمية لتقديم واجب العزاء برحيل الأمير كريم الحسيني، سمو الأغا خان الرابع والإمام الـ49 للمسلمين الإسماعيليين الشيعة، والتهنئة بتولي الأمير رحيم الـ “آغا خان الخامس” للطائفة خلفاً لوالده. وكان في استقبالهم الدكتور رانيا قاسم رئيسة المجلس الاسماعيلي في سلمية وأعضاء المجلس والهيئات التابعة له.

المطران مراد وفي كلمته رأى أنّ الأمير الراحل ترك بصمة في بلاده وفي العالم من حيث المشاريع التنموية الخيريّة التي طالت مختلف المجالات من الرعاية الصحية والإسكان والتعليم إلى التنمية الاقتصادية الريفية، ولذلك ذكراه ستبقى حيّة في قلوب الجميع، مشدّدًا على أنّ المبادرات الخيّرة تزرع الرجاء في نفوس المتألمين والمحتاجين. وفي سياق الوضع الراهن دعا إلى بناء الثقة بين مكوّنات الشعب السوري على تنوّعها، وإلى التعبير بحرية وقول الحق وتفعيل دور المؤسسات كي ينهض الوطن بكافة أبنائه.

المطران الخوري استهلّ كلمته بقول سرياني:” العالم يزول ولكنّ الاسم الطيب لا يزول”، مشيراً إلى أنّ الإمام الراحل ترك اسماً طيّبا في العالم كلّه بعد أن بنى جسور المحبة والتواصل. وكلّنا إيمان بأنّ يتابع سموّ الأمير رحيم نهج سلفه. وحول الوضع في سوريا، قال:” تشاركنا الدمعة على الإنسان السوري المعذّب”، وإذ لفت إلى أنّ سوريا جميلة بالتعددية، دعا إلى تمتين المحبة والصداقة والمواطنة وكلّ الأسس الأخلاقية التي تجمعنا، مشدّدًا على أنّ الفكر الإلغائي مرفوض.

السيّدة د. رانيا قاسم شدّدت على أنّ مؤسسات الآغا خان تحمل رسالة إنسانية، وتعمل بمعزل عن الطائفة أو التوجه السياسي، وتعتمد على نوعية تحسين حياة المجتمع. وأشارت إلى أنّه في هذا الظرف في بلادنا سنكمل الرسالة أكثر من أيّ وقت مضى، “وإذ نقدّر مجيئكم إلى سلميّة، نعتبره تعزيزًا للشراكة المجتمعية”. وأضافت:” كلّنا مكوّنات الوطن السوري وشركاء في المسؤولية”.

وفي الختام شكر وفد الأساقفة والكهنة المجلس الاسماعيلي على حسن الاستقبال والضيافة مؤكدين على الوجه الحضاري الذي تقدّمه سلميّة.