أخبار الرعاياأخبار حمصنشاطات المطراننشاطات المطرانية
من أقدم كنائس العالم من كنيسة أم الزنار صلاة المسبحة توّحد المسيحيين في حمص
2-5-2025

من أقدم كنائس العالم من كنيسة أم الزنار صلاة المسبحة توّحد المسيحيين في حمص
نظّمت العائلة العالمية لراديو ماريا صلاة المسبحة الوردية من ضمن مسيرة الحج السنوية من المزارات المريمة العالمية بعنوان: “شعبكِ في مسيرة” ولأول مرة
من كنيسة “أم الزنار” حمص-سوريا والتي تُعتبر من أقدم كنائس العالم، وتحتضن بحسب التقليد الزنار المقدّس للعذراء مريم.
ونُقلت المسبحة عبر أثير 93 راديو ماريا حول العالم بالصوت والصورة كما تُرجمت لأكثر من 10 لغات
وقد شارك في الصلاة المسكونية راعي أبرشية حمص وحماه وطرطوس للسريان الأرثوذكس المطران مار تيموثاوس متى الخوري والمطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك والقسيس ادون نعمان رئيس الكنيسة الإنجيلية المشيخية في حمص والأب منهل بولس النائب الأسقفي للموارنة في حمص والسيد فاسكين جادوريان المسؤول عن الطائفة الارمنية الأرثوذكسية في حمص وعدد من الآباء الكهنة والراهبات والشمامسة وحشد كبير من المؤمنين، من أعضاء الفعاليات الروحية والدينية والجمعيات التابعة لمختلف كنائس حمص.
وكانت كلمة للمطران مراد قال فيها:
“هناك عند صليب يسوع وقفت أمه وأخت أمه مريم زوجة كلاوبا ومريم المجدلية“ (يو 19: 25 )
اتحاد وتضامن:
مريمُ سيدةُ العالَمين، مريمُ الأمُّ التي جازَ السَّيفُ قلبَها، ذاكَ السيفُ – الذي تنبَّأ عنه سمعانُ الشيخُ البارُّ عندما قدَّمَه والِدَاهُ إلى الهيكل (لو2: 35) جازَ في نفسِها عندَ الصَّليبِ، اخترقَ قلبَها في اللحظةِ التي طُعِنَ جَنبُ يسوعَ بالحَربةِ فجرى منه دمٌ وماءٌ، علامةً على حضورِ الحياةِ في الموت، هذا الاتحادُ العجيبُ بين يسوعَ ومريمَ تحتَ الصليبِ، هذا الاتحادُ بين اللهِ والانسانِ في لحظة الموت تلك، يُساعدُنا لِندُرِكَ تضامُنَ اللهِ الكاملَ مَعنا في لحظةِ موتِنا، يُساعِدُنا لِنَفهمَ بأنَّ الموتَ ليسَ فناءً ونهايةَ وجودِ، إنَّما اكتمالُ الوجودِ واكتمالُ الحُريَّةِ، وأنَّ اللهَ لا يَتركُنا وحدَنا حتى في ساعةِ مَوتِنا، لذلك عِندما نُصلِّي لِمريمَ أمِّنا، ونطلبُ منها أن تصلِّيَ من أجلِنا في ساعةِ موتِنا، فهذا لِثقتِنا بأنَّها هي وحدَها التي استوعبَتْ وقبِلَتْ مَوتَ ابنِها مُؤمِنةً بأنَّه وحدَهُ القادرُ على أنْ يَجعلَ / حياةً / فينا نحنُ المائِتين.
شهادة للقيامة
إنَّ مريمَ التي كانت بجانبِ ابنِها، ورَأتْهُ مُعلقاً على الصليب مُسلِّماً ذاتَه للألمِ، مُصارِعاً المَوتَ المُحتَّمَ، تذكِّرُنا في هذه الأيامِ الحاضرةِ بمئاتِ الأمَّهاتِ الثَّكالى اللواتي يَفقدْنَ أزواجَهُن وأطفالَهُن الذين يُقتلونَ أمامَ أعيُنهِن، وقد فَقدْنَ كلَّ صَوتٍ ودَمعٍ من شِدَّةِ الحُزنِ والالمِ الذي يَتعرَّضْنَ له. إنَّهنَّ على مِثالِ مريمَ يُدرِكْنَ أنَّ ما يُعانيْنَ من ألمٍ هو ليسَ لِلموتِ إنَّما للقيامةِ وللحياةِ لِكلِّ النَّاسِ، وهنا أريدُ أنْ أُشيرَ إلى أنَّ قيمةَ التضحية و قبولَ الألمِ والموتِ لا ترتبِطُ بانتماءِ الشَّخصِ إنَّما بما يَشهدُ لَهُ، وكلُّ إنسانٍ سُفِكَ دمُهُ لأجلِ أيِّ قضيَّةٍ مُجتمعيَّةٍ أو وطنيَّةٍ أو إنسانيَّةٍ أو إيمانيَّة، يكونُ شهيداً “سهدو – شاهد وشهيد” أمامَ اللهِ وأعينِ الناسِ، ولا يَحِقُّ أبداً لأيِّ إنسانٍ الاستخفافَ بقيمةِ تَضحيةِ الانسانِ كلِّ إنسانٍ حتَّى مَن نَعتبرُه عَدوَّاً ولا عدوَّ للإنسانِ سِوى الشَّيطانِ.
انفتاح ودعوة شاملة:
وكانت واقفة مريمُ أختُ أمِّهِ وزوجةُ كلاوبا…اسم “كلاوبا“ يدلُّ على أنَّ هذا الرجلَ ليسَ يَهودياً أي أنَّ هذه المرأةَ اليهودية من عائلةِ يسوعَ قد تزوَّجَتْ من غريبٍ رُوماني رُبَّما، هذا يَجعلُنا نفهمُ أنَّ دعوةَ عائلةِ يسوعَ وانتماءَها هي لِكُلِّ إنسانٍ ولِكُلِّ حضارةٍ، في كلِّ زمانٍ وكُلِّ مَكان، مِمّا يَستدعي فهمَ دعوةِ الكنيسةِ الشَّامِلةِ التي تتجلّى في حضورِ مريمَ الدائمِ بين الناسِ وفي التاريخِ كأُمٍّ للبشريةِ جَمعاء. لهذا اجتمعنا اليومَ على اسمِ العذراءِ مريمَ والدةِ الاله التي تتشفَّعُ بها وتحملُ اسمَها المُقدسَ كنائسُ وأماكنُ كثيرةٌ في مُختلفِ أصقاعِ الأرضِ، لِتَربِطَنا بِكُلِّ الكنيسةِ في العالمِ، وتجعلَنا بكُليتِنا مُتَّحِدينَ في الصَّلاةِ لأجلِ الخلاصِ الشَّامِلِ.
استقبال وتلمذة:
يقول قداسةُ البابا فرنسيس: دعوةُ يسوعَ لِمريمَ وليوحنا التلميذِ الحبيبِ عندَ الصليبِ عندما سَلَّمَ الواحد للآخر قائلاً: هذا ابنُك، ثم التفتَ الى يوحنا قائلاً: هذه أمُّك، ومن ساعتِها أخذ يوحنا مريمَ الى بيتِهِ. هنا يصيغُ الرَّبُّ دعوةَ الكنيسةِ إلى الاستقبالِ والانتباهِ للآخر. إنَّه أسلوبُ التّلمذةِ الدّائمِ. تَمُرُّ عبادتُنا لله من خلالِ قُربِنا من أخينا. إنّكم خُلِّصتُم بالدّم نفسِه، أنتم عائلةٌ واحدةٌ، لذا استقبلوا بعضُكم بعضًا، وأحبّوا بعضُكم بعضًا، واشفوا جراحَ بعضِكم بعضا. من دونِ شكوكٍ وانقساماتٍ وإشاعاتٍ ونميمةٍ وعدمِ ثقة. هذا هو الإنجيلُ الذي نحنُ مَدعوّونَ إلى أنْ نعيشَهُ: أن نستقبلَ، وأن نكونَ خبراءَ في الإنسانيّة، ونُشعلَ نيرانَ الحنانِ عندما يُخيّمُ بَردُ الحياةِ على الذين يَتألّمون.
نداء ورجاء:
أتوجَّهُ إليكم يا أبناءَنا الأحبّاء، تلاميذَ الربِّ يسوعَ الحاضرين مَعنا في الكنيسة وعبرَ أثيرِ راديو مريم في أكثر من ٩٠ بلداً مُذكِّراً إياكم بدعوتِنا الأولى من هذه الكنيسةِ “أمِّ الزِنَّارِ” التي ترجِعُ إلى القرنِ الأولِ، أن نجعلَ من صَلواتِنا المُشترَكةِ التي ترتفعُ إلى اللهِ سوراً رُوحياً حولَ العَالمِ لِيَحميَه من كُلِّ الشرورِ والكوارثِ والحروبِ والفِتَن …ويُباركُنا الله بسلامٍ من لَدُنِهِ فهو الحَقُّ والمَحبةُ والسَّلام.
كما كانت كلمة للمطران الخوري قال فيها:
تُعد كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار في حمص من أقدم وأهم الكنائس في الشرق، فهي تحمل بين جدرانها إرثاً روحياً وتاريخياً عريقاً. وما يزيد من قداستها وأهميتها هو وجود زنار السيدة العذراء فيها، وهو من أقدس الذخائر المسيحية، والاثر الوحيد المتبقي لامنا مريم العذراء، مما يجعل هذه الكاتدرائية مقصداً للحجاج والمؤمنين من مختلف أنحاء العالم.
إن وجود هذه الذخيرة المقدسة في قلب سوريا هو شهادة على عراقة الإيمان في هذه الأرض المباركة، وهو دليل على أن جذور المسيحية فيها ضاربة في التاريخ.
وفي الثاني من أيار، ستعيش هذه الكاتدرائية لحظة تاريخية أخرى باستضافتها الصلاة العالمية للوردية، حيث ستتوحد أصوات المؤمنين من مختلف البلدان في تضرعٍ واحد للسلام والمحبة. إنه لشرف عظيم أن تكون كنيستنا مركزاً لهذا الحدث الروحي، مما يعكس مكانة سوريا الدينية وأهميتها في الخريطة الروحية للعالم.
إن مشاعر الفخر والرهبة تملأ قلوبنا، إذ نشعر أن السماء تلامس الأرض في هذه اللحظة المقدسة. نسأل الله أن تكون هذه الصلاة نوراً ينير دروب البشرية، وأن يعم السلام والمحبة قلوب الجميع، تحت شفاعة أمنا العذراء مريم.