غير مصنف

قداس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام، في كاتدائية الروح القدس في الحميدية- حمص

احتفل المطران مار يوليان يعقو مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك للسريان الكاثوليك، بقداس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام، في كاتدائية الروح القدس في الحميدية- حمص.
عاون المطران الخورأسقف مشيل نعمان والخورأسقف جرجس الخوري بحضور ومشاركة لفيف من الكهنة والشمامسة وجمع غفير من المؤمنين.
بدايةً، أعلن المطران مراد بشرى قيامة الرب يسوع من بين الأموات. ثمّ أقام رتبة السلام التي يتميّز بها احتفال عيد القيامة، مانحاً السلام إلى الجهات الأربع، حاملاً الصليب المزيَّن براية بيضاء علامةً للنصر الذي حقّقه الرب يسوع بغلبَتِه على الموت بالقيامة، وترأس بعد ذلك قداس العيد.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان ” المسيح قام… ووطئ الموت بموته وأظهر الحياة للذين في القبور…هل نؤمن حقًا بقيامة المسيح؟”
إنّ إيماننا بقيامة يسوع لا يرتكز فقط على المعطيات التاريخية ، وإنّما أيضا على الشهادات الايمانية التي لا تقل أهمية عن الحدث بحدّ ذاته، والتي تعبر الأجيال لتصل إلينا وتسلّمنا هذه الخبرة التي اختبرناها نحن في حياتنا. فالحميدية هي شاهد حيّ لقيامة المسيح، إذ نرى أنّ الحياة عادت الى شوارعها وبيوتها وكنائسها وجوامعها، وإلى معظم أحياء حمص وسوريا.
أريد أن أشهد بأنني ومن عبروا معي مسيرة الأسر لدى تنظيم داعش عام 2015، وقد عدنا الى الحياة، أنّ المسيح قام حقاً، وقد اختبرنا وعاينّا قيامته ليس فقط فينا بفضل صلوات الكنيسة كلها في كل مكان إنّما لنؤمن بقدرة الله في هداية اولئك الذين أسرونا وتحريرهم من انواع الأسر الكثيرة التي قُيّدوا بها.
واليوم أقول معكم بأننا وبالرغم من كل ما يحصل من ضغوط نفسية ومادية واخلاقية، وأمام كل ما نعانيه من حرمان وفساد، نحن شعب حرّ، وسنبقى أحرار، لأننّا شعب لا يعرف الاستسلام ولا يحكم على الآخرين.
إنّ تضامن العالم مع بلادنا، اثناء الهزات الارضية المتتابعة التي ضربت وطننا وتركيا، أظهر رسالة حب أقوى من الموت والدمار، إنها رسالة القيامة.
إنّ سوريا، لن تجد السلام الحقيقي إلا بتحرير كامل أراضيها وشعبها من الاحتلال والوصاية، من القامشلي الى الجولان، ومن أنطاكيا الى القدس، وكرامة الوطن من كرامة المواطن. كيف يمكن للإنسان السوري أن يحب وطنه ويبذل نفسه في سبيله وهو يعيش في خوف وذل وإهانة ومحروم من أقل حقوقه، لأنّه لا يمكن لبلد أن ينعم بالسلام اذا كان جاره محتل ولا ينعم بالسلام. ولا يمكن لوطن أن ينعم بالسلام إذا كنا خاضعين لقوى خارجية تقررّ عنّا وتتحكّم في مصائر شعبنا ومستقبله. إنّ سوريا تتعرض لاستعمار واضح المعالم ومخطط له منذ أجيال، إذ إنّ الغاية من التغيير الديمغرافي للقوميات والجماعات الدينية المختلفة التي تزيّن وطننا. ونقول بأنّ هذا المخطط لا يمكن أن يتحقق في منطقة كانت منذ قدم التاريخ ملتقى الشعوب والحضارات والقوميات والديانات. إنّ سوريا هي أرض الوحدة والأم التي تولد للعالم رسالة الوحدة والتناغم والسلام. لنعمل معا لايجاد مشروع مشترك للسلام في المنطقة. تعالوا لنتصافح ونتسالم ليرضى الله عنّا، وليكن هذا الفصح انتقال من العزلة الى المجتمع، من الفردانية الى الشركة والمشاركة، فتضحي حياتنا رسالة فرح ورجاء.
أصلي وأدعو لرئيس بلادنا ليعضده الله، ليكون رسول سلام حقيقي امام التحديات الكبيرة التي يواجهها شعبنا. وأتثقدّم منه ومن أعضاء الحكومة والمسؤولين في حمص بالتهنئة في هذه الاعياد المتزامنة مع بعضها لتؤكد قرب الديانتين الاسلامية والمسيحية.
المسيح قام! حقاً قام!