أخبار رعية صددنشاطات المطران

المطران مراد من قلب الكنيسة السريانية: صدد شاهدة للحب وشهيدة للإيمان.

من قلب الكنيسة السريانية، صدد، التي كانت حصنا منيعا للإيمان، قام رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك مار يوليان يعقوب مراد بزيارته الرعوية الاولى لرعية صدد، من بعد تسلمه مهام الخدمة الأسقفية.
ومن مدخل بلدة صدد استُقبل المطران مراد، من قبل كهنة الرعايا في البلدة من السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس، وممثلي لجان الوقف من الكنيستين. لتستقبله بعدها الوفود الرسمية والشعبية بنثر الورود والأرز وإطلاق الحمام علامة السلام من قبل أطفال البلدة، وذلك على أنغام موسيقى الكشاف.
وترأس المطران مراد القداس الالهي في كنيسة مار انطونيوس الكبير للسريان الكاثوليك، عاونه فيه كاهن الرعية الأب داني كدر، والأب ميشيل طعمة بمشاركة الأب جورج مقصود والأب عبدالله صطوف والأب مطانوس صطوف والاب ابراهيم الفرح ولفيف من الشمامسة، وذلك بحضور فعاليات البلدة الرسمية والشعبية.
وفي عظته شددّ المطران مراد عن أولية ربنا يسوع وإيماننا به وانتمائنا له، وعن حبنا للكنيسة التي هي استمرار تجسد يسوع في كل واحد منا وفي كل شهادة إيمان وحب وأعمال الرحمة والخير وفي كل موقف حب للوطن.
وأشار إلى أن صدد، نبع الدعوات الكهنوتية والرهبانية، قلبها مضطرم بالحب، ولم تكتفي بأن تحافظ أبناؤها على ايمانهم في وجه كل التحديات والاضطهادات إنما فهمت أن الحب يدفعهم ليذهبوا فيعلنوا اسم الرب ويشهدوا للإيمان والتقوى في كل مكان حلوا فيه فلا نجد مدينة أو قرية في كل البلاد تخلوا من عائلة أصلها من صدد.
كما ولفت إلى أنّ هذا الحب كلف هذه البلدة الكثير من دماء أبنائها الذين دافعوا عن وجودهم وإيمانهم وتاريخهم.
وعبّر عن شكره ومحبته للمطران تيموتاوس متى الخوري رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الأورثوذكسية، وكافة كهنة البلدة، والمجلس الرعوي وكل الفعاليات واللجان والكشاف في البلدة.
كما ورفع الصلاة من أجل السلام، متوجها لصانعي الحروب من تجار الاسلحة والدول العظمى التي بيدها القرار رغما عن كل الشعوب، بأن أوقفوا الحرب لأن لكل إنسان حق في أن يحيا وينمو من خيرات أرضه وبلاده وأن الحرية هي حق لا يسلب ولا يموت.
وفي ختام القداس قرّب المطران مراد والكهنة البخور لراحة أنفس شهداء البلدة من مدنيين وعسكريين كما ولأجل كل ضحايا الحرب الأخيرة عليها.
كما وقدّم الاب داني كدر باسم الرعية والمجلس الرعوي دروعا تكريمية للأب مقصود وللشمامسة الذين تفانوا في خدمة الكنيسة على مرّ السنوات.
وبعد القداس الالهي استقبل المطران مراد في صالون الرعية الوفود الرسمية والشعبية وفعاليات البلدة الاجتماعية والامنية من المجلس البلدي والاختياري ولجان الأوقاف والاغاثة والاخويات والجوقة. وقد قدّم الشماس الانجيلي عبود عبد اللطيف هدية رمزية باسم البلدة وهي عبارة عن مخطوطة سريانية لصلاة الابانا.
وكانت كلمة للمطران مراد قال فيها بأن صدد هي بحد ذاتها وزن وقيمة معنوية ورمزية من حيث صمود أبنائها في وجه التحديات إذ قدمت أكثر من مئة شهيد، وهذا ما يؤكد حب أبنائها للوطن وللرب. وقد عرض رؤساء الفعاليات واللجان للمشاكل والتحديات التي يواجهونها في العمل التنموي والاغاثي وأبرزها نقص الكادر الطبي في مشفى البلدة.
وخلال لقائه أخوية السيدات تحدث المطران مراد عن دور العلمانيين القيادي في العمل الرعوي ودور المرأة في الحقل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ودورها في تربية الابناء على حب الصلاة والوطن. كما وأشار الاب داني كدر الى نشاطات اللجان أبرزها زيارة العذراء التي أنشأتها أخوية السيدات لزيارة المرضى والحزانى.
هذا وكشف المطران مراد خلال لقائه مربي التعليم المسيحي عن تنظيم دورات لاهوتية وكتابية على مستوى الابرشية لمربي التعليم الركن الأساسي لاستمرارية الايمان في الاجيال الناشئة.
إلى ذلك قام المطران مراد بزيارة أوقاف الكنيسة مضطلعا على مشاريعها التنموية، وكانت له محطة صلاة في مدافن البلدة حيث ضريح المثلث الرحمات المطران مار سلوانس بطرس النعمة.