نشاطات المطرانية
المطران مار يوليان يعقوب مراد في زيارته الراعوية الأولى لقرية مسكنة بعد تسلمه مهامه الأسقفية

تحت شعار ” مبارك الآتي باسم الرب” استقبلت قرية مسكنة المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، في زيارته الراعوية الأولى بعد تسلمه مهامه الأسقفية.
واستقبله عند مدخل كنيسة مار ميخائيل للسريان الكاثوليك الخورأسقف جرجس الخوري كاهن الرعية، والأب جورج غانم، والأب ربيع خباز، والأب لوقا العوض من كنيسة السريان الأرثوذكس وفعاليات البلدة الرسمية والحزبية والسياسية والمدنية، والحركات الرسولية والأخويات ولجنة الوقف وأهالي القرية والكشاف الذي عزف ألحان الأحبار، وسار الجميع في موكب إلى باحة الكنيسة، ليترأس بعدها المطران مراد القداس الإلهي عاونه فيه الخورأسقف الخوري والأب خباز بحضور الأب ميشال طعمة رئيس هيئة مار اليان للإغاثة والتنمية، والاب غانم والاب عوض، وقد خدم القداس جوقة الرعية بقيادة إياد غانم.
وخلال عظته اعتبر المطران مراد أنّ زيارة الأسقف للرعية هي تعبير عن وحدة الكنيسة بين خدام الكنيسة وبين الشعب المؤمن، مستذكراً المثلث الرحمات الكاردينال موسى الأول داوود إبن هذه القرية المتواضعة ولكن الكبيرة بغيرة أبنائها ومحبتهم للكنيسة.
وأضاف: ” أمام المتغيرات والتحديات التي تمرّ بها المنطقة، لا شيء يدعو للتفاؤل إلاّ رجاؤنا المسيحي وإيماننا بقيامة الرب يسوع من بين الأموات. فيسوع لم يستسلم لا للعزابات ولا للموت ولا للحقد ولا للشر”، ودعا في هذا الاطار الى عدم الاستسلام للظروف المؤلمة، معبّراً عن تأثره بالرسالة الصوتية لابن بلدة مسكنة المخطوف منذ ثماني سنوات الشماس جوني داوود، والذي قال فيها:” انشالله الفرج قريب”. معتبرا أنها رسالة تدعو إلى التفاؤل وتمنحنا الرجاء.
ورفع الصلاة من أجل جميع الأسرى والمخطوفين، ومن أجل السلام في منطقتنا وفي العالم المتخبط بالصراعات والحروب، لافتا إلى أنّنا عندما نحتفل بالقداس الإلهي نحتفل برجائنا الذي نتمسك به، ونوّحد قلبنا بقلب يسوع.
واختتم القداس الالهي بزياح مريم العذراء.
بعد القداس التقى المطران مراد، في صالون الكنيسة شيوخ القرية المسلمين و الفعاليات السياسية والمدنية. ورأى المطران أنّ الشيء الذي يميّز شعبنا وبلدنا الطيبة التي تجعلنا نعيش صادقين في علاقاتنا رغم محاولات التفريق، مشددا على أننّا بحاجة لأن نشهد للتعايش في خضمّ التّعصب الديني والصراعات.
وكان تأكيد من كافة الأطراف على أنّ الذي يجمع المسيحيين والمسلمين أقوى من أيّ نظريات التفرقة.
وفي هذا الاطار اقترح المطران مراد للقاء مشترك للاضطلاع ولمناقشة وثيقة “الاخوّة الإنسانية” المشتركة بين البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر أحمد الطيّب.
بعدها التقى المطران مراد تباعا أهالي القرية وأخوية السيدات ومربي التعليم المسيحي والكشاف والجوقة، وشكر الأهالي المطران مراد على القرار الأسقفي بتوحيد عيد الفصح. وكان تأكيد من قبله على أنّ أهالي القرية هم مثال للرجاء، بتواضعهم وغيرتهم وأمانتهم للكنيسة، وأنّ حضور شبابها الفاعل في الرعية يعطينا الأمل في استمرارية الرعية، مشددا على الدور القيادي والريادي للشباب في الحقل الرعوي.
هذا وتوّجه المطران مراد إلى رعية السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس في مسكنة، وكان في استقباله الاب لوقا العوض كاهن الرعية ولجنة الكنيسة والكشاف الذي عزف نشيد” تو بشلوم”، ثمّ توّجه الجميع الى الكنيسة حيث رُفعت صلاة العذراء، وكانت كلمة للأب لوقا الذي نوّه بصمود أهالي القرية خلال الأزمة وحافظوا على التزامهم ومحبتهم للكنيسة. وشكر المغتربين الذين كانت لهم اليد البيضاء في ترميم الكنيسة. من جهته أثنى المطران مراد على الروابط بين الكنيستين السريانيتين، رافعا الصلاة مع البطريرك مار أفرام الثاني والمطران مار تيموتاوس متى الخوري وكافة الأساقفة خلال زيارتهم الى الأراضي المقدسة، من أجل السلام في هذه الارض وفي بلادنا والشرق بأسره والعالم.