أخبار الرعايانشاطات المطراننشاطات المطرانية

عيد التعليم المسيحي في رحاب كاتدرائية الروح القدس

أسرة التعليم المسيحي تحتفل بعيدها ورتبة الإرسال في أبرشية السريان الكاثوليك في حمص.
بروح مجانية العطاء والحب السخي والغيرة الرسولية، تهافت مربو التعليم المسيحي من مختلف رعايا أبرشية حـمص وحـماة والنبك و توابعها للسريان الكاثوليك إلى دار المطرانية في الحميدية،حمص، للاحتفال بعيد التعليم المسيحي.
هذا اللقاء الأخوي شارك فيه المطران مار يوليان يعقوب مراد راعي الأبرشية، الذي ترأس القداس الإلهي بمشاركة كهنة الأبرشية، وفي عظته التي تمحورت حول التأمل بنص إنجيل تلميذي عمّاوس، اعتبر أنّ هذا النص، الذي يلخّص عمل التبشير، يربط بين السرّ والواقع: السرّ المكشوف، أمام واقع حياة التلاميذ المشتتين. وأضاف ” ميزة هذا الإنجيل أنّه يذهب أبعد من أن نعلن البشارة، فمنه تبدأ العلاقة الشخصية مع يسوع.”، داعيا مربي التعليم إلى التأمّل بهذه العلاقة التي بدونها لا تكون بشارتنا فاعلة ومؤثرة، ” فالتعليم ليس توصيل معلومة وإعلان خبر، ولكن شهادة حياة وخبرة شخصية مع الرب يسوع”.
وطرح المطران مراد منهجاً عملياً لنجاح عملية التعليم المسيحي، يبدأ بالصلاة والتأمّل بالموضوع المطروح أو النص الانجيلي الذي سيُقّدم للأطفال والشبيبة، ثانياً: تذكّر الدعوة الخاصة وإدراك المسؤولية الملقاة على عاتقنا في الكنيسة، ثالثا: الفضولية الإيمانية التي تدفعنا للبحث عن مصادر الإيمان ونقلها وأبرزها الإنجيل المعاش المرتكز على سير القديسين والقديسات وهم البشارة المعاصرة والمتجليّة. ومن أبرز النقاط أيضا، التركيز على قيمة كل إنسان في زمن يفقد فيه الإنسان كرامته ويعيش شعور اللاشيء بينما هو في نظر الله ثمين، ودعا المطران مراد إلى احترام نعمة الحياة والبيئة المحيطة فينا، واحترام القيم الأخلاقية والتربية عليها، وإعطاء أجوبة تشفي وتبلسم الجراح انطلاقا من علاقتنا بالرب، حتى لا نغرق في دائرة خطر الزوال.
وتخلل القداس رتبة إرسال المربين ” انطلاقاً من عمّاوس ” حيث تقدم الإخوة الذين يمثلون مربي التعليم وهم يحملون الشموع و الكتاب المقدس وكتاب التعليم المسيحي وشعار التعليم المسيحي في الأبرشية، قائلين: “ها نحن أمَامَك يا ربّ، نصغي سويةً إلى ندائِكَ الهامسِ في ضمائِرِنا، ونعانقُ مشيئَتَك القدوسة ، ابسُطْ يمينَك علينا، لنسلُكَ طريقَ دعوتِنا بروح البنوّةِ الصادقةِ لرسالة التعليم المسيحي المباركة التي قُدْتَنا إليها ، وقَبِلَتْنا هي في حضنِها.”
الأب اسكندر الترك رئيس اللجنة الأبرشية دعا مربي التعليم الذين دعاهم الرب إليه ليخدموه في رسالة التعليم المسيحي ، حتى يختبروا طريق دعوتهم المقدسة، لكي ينطلقوا من عمّاوس بفرحٍ و انتصار بعد اكتشافهم حضور الفادي من خلال الكلمة و الإفخارستيا ، ساعين تحت هداية الروح الإلهي إلى مزيد من التعمّق في رسالة التعليم المسيحي و أهدافها و وروحها وروحانيتها استعداداً لعيشها في حياتهم و نقلها إلى من استودعهم الله أمانةً و تلمذةً و إخوّة .
كما وتعهّد المربون أمام الله والكنيسة بأن يثبتوا على الإيمان واحترام قوانين الكنيسة المقدسة وتعاليمها والمحافظة على تقاليدها ملتزمين بواجباتهم كمربين في التعليم المسيحي من قداديس واجتماعات وتحضير الدروس وافتقاد الأطفال وحل مشكلاتهم ومعاملتهم بالرفق والحكمة ، والبحث عن الضالِّ والسعي لِردّه، وبأن يكونوا قدوةً للأطفال، في المحبة، في الروح ، في الإيمان، وفي الطهارة.
* و بعد القداس قامت المراكز بعرض أعمالها حول الدورة الأبرشيةالتي أنجزت في الصيف الفائت في( دير مار توما – صيدنايا )كنوع من ” التغذية الراجعة ” لما تعلموه فيها بطرق متنوعة و متعددة أبرزت حماس المربين و تعدد مواهبهم و مقدار ما اختزنوه من معلومات تربوية و خبرات روحية خلال الدورة ليعيشوه و لينقلوه إلى الأطفال و الشبيبة في مراكزهم، و قد تميزت كل الأعمال بالجهد الواضح و السعي لتقديم الأفضل بطرق ابداعية متنوعة .
وفي الختام و بعد مائدة محبة و أجواء من فرح اللقاء ، انطلق المربون إلى رعاياهم ومجتمعهم متعهدين بنقل البشرى السارة إلى كل الأجيال بأمانة و إخلاص و تجدد، وبأن يعيشوا تعاليم الرب في حياتهم و يشهدوا له بأقوالهم و بأفعالهم أمام الله و الناس، فالكنيسة تسند إليهم هذه المهمة الكبرى، ليكونوا مساعدي الأهل والكنيسة في تربية أبنائهم للحياة المسيحية.
4/11/2023