غير مصنفنشاطات المطراننشاطات المطرانية

محاضرة للأخت الراهبة هدى فضول

لنحيا معاً ..حياة نعمة وعنصرة

“لنحيا معاً زمن نعمة وعنصرة” بروح السينودس مع الأخت هدى فضول
“مسؤوليتنا أن نعيش السينودسية، بعودة الكنيسة إلى حبّها الأول أي يسوع” هذا ما قالته الأخت هدى فضول الراهبة في رهبانية دير مار موسى الحبشي في النبك والتي انتُدبت من قبل الكنيسة كي تكون ممثلة عن سوريا خلال الدورة الأولى من الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة «من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة»، والتي شارك فيها قرابة 450 شخصًا من جميع أقطار العالم، في تشرين الأول الماضي في الفاتيكان.
الأخت هدى، والتي بدعوة من المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، نقلت إلينا خبرتها الروحية ومشاركتها في جلسات السينودس، خلال محاضرة ألقتها في كاتدرائية الروح القدس في الحميدية حمص.
ودعت إلى العمل معاً من أجل تحقيق ثمار السينودس الذي دعا إليه البابا فرنسيس منذ قرابة الثلاث سنوات، بعد أن لمس عطش الناس لكلمة الله حتى تكون الكنيسة أكثر سينودسية وإرسالية، تعبد الله وتخدم رجال ونساء زمننا، وتخرج لكي تحمل للجميع فرح الإنجيل المعزّي، في عالم مثقل بالصعوبات والتحديات والانعزالية.
وشدّدت الأخت هدى على أنّ الكنيسة الجامعة حاولت أن تقدم أجوبة على هذه التحديات من زمن الكورونا مرورا بالحروب والاوضاع الاقتصادية الصعبة والهجرة والمسائل الإيمانية والأخلاقية وغيرها من التحديات في الحلقات المصغّرة وفي المداخلات في قاعة البابا بولس السادس، رمز الانفتاح والحوار والمسكونية، إذ جمع السينودس كرادلة وبطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين وعلمانيات من مختلف الكنائس والانتماءات دلالة على شمولية الكنيسة وقربها من الجميع دون تمييز.
وأضافت “كنيسة وسينودس هما مرادفان”، كما يقول القديس يوحنا فم الذهب، لأن الكنيسة ليست إلا مسيرة شعب الله معًا في دروب التاريخ للقاء المسيح الرب، وأبوابها مفتوحة لكي تصغي للجميع وتكون ميناء رحمة. وتطرّقت إلى “محادثة الروح” وهي وقت لتمييز السينودس بشكل مشترك والاصغاء للروح القدس، وتتكوّن هذه العملية من ثلاث مراحل: مداولات عميقة قبل التحدث في الجمعية العامة، وفترة صمت وصلاة للتناغم مع طلبات الآخرين، وصولا إلى صياغة وثيقة تجسد الإجماع والروح الجماعية بغض النظر عن تحقيق الأهداف المرجوة من عدمه.
المطران مراد وفي مداخلة له، تحدّث عن المرض الأخطر الذي يهدد مجتمعاتنا والكنيسة وهو الفردانية أو الانعزالية، معتبرا أنّ واجب الكنيسة هو الانفتاح والاعتناء بالجميع وليس فقط بأبنائها المعمدين. وإذ اعتبر أنّ السينودس اليوم هو بشرى جديدة للكنيسة، دعا إلى السير معاً لنقدّم كنيسة تجاوب على احتياجات شعبنا وحاجات عصرنا.
كما وكانت مداخلة للمطران مار تيموتاوس متى الخوري مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها للسريان الأرثوذكس، طرح فيها التحديات الأساسية التي تعيشها الكنيسة اليوم والتي منها تتفرع مشاكل عديدة وهي: الكنيسة المضطهدة والمتألمة في الشرق، الكنيسة المشوّهة والمغيّبة في الغرب، والكنيسة الملحدة في أنحاء العالم. وشددّ على أنّ للجميع مسؤولية في الكنيسة التي تجمع الإكليروس بالمؤمنين والخطأة مع التائبين، وأنّ الله يدعو كلّ إنسان إلى الخلاص.
يُذكر أنّ الأخت هدى فضول هي مهندسة زراعية، من دمشق، التحقت بالجماعة الرهبانية في دير مار موسى الحبشي في النبك، درست اللاهوت في إيطاليا وتخصصت في الحياة الروحية، وخلال سنوات الحرب في سوريا توّلت رئاسة الجماعة الرهبانية، وعانت وواجهت صعوبات عديدة بحكمة وإيمان ومحبة ورجاء.