تذكارات القديسين

21 كانون الثاني تذكار القديسة أغنيس الشهيدة

ولدت أغنيس في روما في أواخر الجيل الثالث ، لأبوين مسيحيين ينتميان إلى عائلة ارستقراطية شهيرة، أرضعتها تعاليم الكنيسة منذ نعومة أظافرها ولما وصلت الى عامها الثاني عشر تأملت في زوال الدنيا وفنائها ونصيب الذين يحبون الرب.

فأشتعلت فيها الحرارة الروحية وارادت أن تعيش للرب كل ايامها .. ولما كانت أغنيس حسنة المنظر فقد أعجب بها شاب رأها وهي ذاهبة الى الكنيسة وذهب الى ابيها طالباً الزواج منها, أما القديسة فقالت لابيها أنني عازفة عن الزواح لأنني أريد أن أعيش كل أيامي للرب يسوع فلما سمع العريس أنها رفضته ظن أنها تحب شخص أخر.

فقابلها في الطريق فأخذ يلاطفها هو وابيه غير أنها صرحت له بأنها تحب عريسها الذي أختارته نفسها (تقصد الملك السمائي) فلم يفهم كلامها ألامر الذي اشعل نيران الغيره به فأسرع الى الحاكم يعرفه بأنه توجد فتاة شابه لاتعبد الهة الامبراطورية.

إستدعى الحاكم الفتاة أغنيس التي حضرت بناء على أمر الحاكم مقيدة بالسلاسل وسحبوها الى هيكل الاصنام. أما هي فأخذت تصلي في داخلها قائلة: يستجيب لك الرب فى يوم شدتك.

فلما رفضت السجود للالهه أمر بتعذيبها عذاباً شديداً غير أنها رفضت مصممه عازمه من كل قلبها على الثبات في هذه التجربه.. الامر الذي هيج الحاكم مهدداً اياها بأرسالها الى بيوت الخطية.

فأجابت القديسة قائلة: أنني لا أخاف شيئاً فأنني واثقه إن الله سيسترني لأن ملاك الرب حول خائفيه وينجيهم. وبكل قوة نفذ الجنود أمر الحاكم وجردوها من ثيابها ليدخلوها مكان الخطيه والفساد غير أن الله أطال شعر القديسه وغطى كل جسدها.

فتعجب الحاضرون لذلك ودخل بعض الاشرار ذلك المكان لافساد عفة القديسه غير أن الله أحاطها بهيبة ونور ساطع أرعب قلوبهم ولم يجرأوا أن يقتربوا منها وقد استحسنها بروكريبوس ابن الحاكم الذي كان يرى ذلك الامر ودخل عندها لكي يفعل الشر بها ولكن ملاك الرب ضربه فسقط ميتًا.

فتضايق كثير من كهنة المعابد الوثنيه من هذه القديسه وطالبوا بموتها أما الحاكم فأحرج وترك الامر لوكيله .
أحضر وكيل الوالي هذه القديسه وأمر الجنود بوضعها في النيران لكن الله انقذ هذه القديسة.

وأخيراً بعد هذه العذابات الكثيره أراد الله أن يريحها من أتعاب هذاالعالم. أمر وكيل الحاكم بقطع رأسها فتقدم السياف مرتعباً لعلمه بأن القديسه لم ترتكب ذنب, لكن القديسه شجعته قائلة له: أعمل ما أمرت به فطارت روحها للسماء. يوم 21 يناير عام 305م. فلتكن صلاتها معنا .