السبت الأول من الصوم: تذكار مار أفرام السرياني، ملفان الكنيسة الجامعة.

السبت الأول من الصوم: تذكار مار أفرام السرياني، ملفان الكنيسة الجامعة.
تفتخر نصيبين والرها مدينتا ما بين النهرين الشهيرتان بانتماء مار افرام اليهما، هو الذي تثقّف منذ نعومة اظفاره تثقيفا مسيحيا، في عائلة جاهرت بإيمانها المسيحي في المحكمة علنا. كان افرام حاد الطبع سريع الغضب . لكنه لمّا القي في السجن بسبب جرم كان بريئا منه كتب على نفسه ان يقلع عن زهو الدنيا وملاهيها الزائلة . وينقطع الى عبادة اللـه تعالى . ومن ثم برأَه القاضي من تلك التهمة فتوشّح بالثوب الرهباني وتفرّغ لأعمال التقوى ومطالعة الاسفار المقدسة، حتى أصبح معلماً في مدرسة نصيبين للعلوم وشرح الكتاب المقدس، حتى انه فاق الاساتذة جميعا واستأهل أن يدعى “ملفان السريان” . وعندما حاصر الفرس نصيبين، نزح عنها افرام وقصد الرها واعتكف على العبادة، وسيم شماسًا إنجيلياً معتبرا انه غير اهل للرتبة الكهنوتية، وتفرغ لإلقاء المواعظ على المؤمنين والدفاع عن حقائق الدين ضد الهراطقة الملحدين، وانكب على شرح الكتاب المقدس. وامتاز بتلقين العذارى والراهبات اناشيد مقدسة. وفي سنة المجاعة حضّ الأغنياء على إغاثة المساكين، مساعداً بنفسه المنكوبين والمعوزين.
كثيرة هي تآليف مار افرام، من الشعر والقصائد والنثر والمداريش والميامر والاناشيد الطقسية الموزونة ومدائح مريم العذراء ، وتناولت تعاليم الكنيسة ومبادئها وتفاسير الكتاب المقدس واسرار الايمان وفروض المسيحي والحياة الباطنة والتوبة، وبذلك يُعتبر أول من ابتكر فن الموسيقى البيعيّة وعنه نقله آباء اليونان واللاتين معا.
وما زالت الكنيسة حتى يومنا تنهل من كنز التراث الديني الذي تركه أفرام في مجالات الطقوس واللاهوت والتصوف والروحانيات، متميّزا بأسلوب الرموز والصور والمقارنات البسيط والعميق في آن…