أخبار الرعايانشاطات المطراننشاطات المطرانية
ريستال مريمي في مطرانية السريان الكاثوليك بحمص
30-5-2024

“ليكن حديثكم تلاوة مزامير وتسابيح وأناشيد روحيّة، رتِّلوا وسبّحوا للرّبّ من صميم القلب”بهذه الروح أحيت المرنمة سناء بركات وفرقتها الموسيقية رسيتالا في ختام الشهر المريمي في باحة كاتدرائية الروح القدس في الحميدية برعاية المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك وحضور لفيف من الكهنة والمؤمنين، تخلّله إنشاد الترانيم المريمية والدينية والوطنية باللغتين العربية والسريانية. وكانت كلمة شكر للمطران مراد في ختام الرسيتال قال فيها:
في البدء كانت الموسيقى إيقاع حُبّ يَخفق في قلب الله. عزف الخالقُ أنشودة الحبّ فكان الخلق والوجود والجمال! واليوم نقلتنا الموسيقى المقدسة إلى علُ، أيقظت أوتار قلوبنا كما أيقظت أوتار قيثارة مار أفرام السرياني، في مديحِ مريم العذراء. اليوم حملتنا المرنمة سناء بركات بصوتها الملائكي إلى عمق إيماننا المسيحي، فامتزجت الأجواق الملائكية السماوية بألحان كنيسة المسيح على الأرض، مسبحة وممجدة الله.
اليوم أروت سناء بصوتها الدافئ أرواحنا العطشى إلى كلمة الحياة، فصلّينا ورنّمنا وأنشدنا معكِ ومع مريم” تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي”. فمريم عرفت معرفة عميقة سرّ الرحمة الإلهية، وحملت إلى الناس المحبّة الإلهية الّتي تجد خير تعبير لها في العناية والإصغاء للمتألّمين والفقراء والأسرى والعميان والمظلومين والخطأة. أمّا أنتِ يا سناء فقبلتِ عطيّة الله وحملتها بأمانة: رسالة حب وسلام وإيمان ورجاء وأمل منذ الصغر، محمّلةً بعبق الأصالة ومخمليّة الخامة، ناثرةً موهبتك وإحساسك ورقيّك في كنيستك السريانية التي انطلقتي منها إلى سوريا والعالم من خلال إحياء الاحتفالات الدينيَّة والفنية والوطنية الاجتماعيّة.
أمّا الموسيقى التي رافقتكِ، مع هؤلاء الشباب الطموحين، فاتّسمت بطابع القداسة، وحدّثتنا بلغة الانسانية جمعاء التي لا تعادلها لغة في التفاهم بين بني الانسان، فالموسيقى المقدّسة هي حديثُ القلوب. فكانت الآلات وسيلةً لنقل البشرى السارة والأنجلة الجديدة وتذوّق عذوبة الله وجماله فرددت قلوبنا مع القديس يعقوب السروجي:” رنيم نشيدك أذهلني يا ابن الله، أطلقه فيّ ألحانا عذبة نقيّة ليدوّي لك الترنيم في جماعتنا”!
فشكرًا لكم لأنّكم نهلتهم من ينبوع ماء الحياة روحانية عميقة، وجسّدتموها بالموسيقى المقدسة التي هي كالمصباح تطرد ظلمة النفس وتنير القلب وتظهر أعماقه لنمجّد معاً الآب والابن والروح القدس إلى أبد الآبدين. آمين.